إنترنت الأشياء في خدمة المكفوفين

يطبق رواد الأعمال من الطلاب التكنولوجيا ويحولون التجربة الحضرية.


لوسي دي ألجويري، طالبة، بجامعة لورين، فرنسا

بينما تقوم المدن ببناء أجهزة استشعار ونظم بيانات ضمن بنيتها الأساسية، أدرك فريق من طلاب Cisco Networking Academy المبدعين أن العكاز الأبيض الذي يمسك به الشخص الكفيف يمكن أن يصبح عصا ذكية. ومع توفير الدعم والتوجيه من Cisco، نجحوا في تطوير نموذج أولي لجهاز للمكفوفين لنقل تجربة المدن الحديثة إليهم من حيث الاستشعار.

عندما تتواصل الأجهزة والبيانات والأشخاص معًا

أصابت الدهشة الطلاب الذين يدرسون مادة ريادة الأعمال في جامعة لوريني بمدينة نانسي، بفرنسا حينما أخبرهم أستاذهم عن مسابقة Le Défi Cisco لتطبيق التكنولوجيا على المشكلات الاجتماعية والبيئية. فكرت لوسي دي ألجويري في عمها الكفيف. وتخيلت كيف لو استطاعت مدينة متصلة بالكامل من إرسال المعلومات إلى العكاز الأبيض الذي يمسكه العديد من ضعاف البصر والمكفوفين. ألحقها أستاذها بـ 4 من طالبات Cisco Networking Academy لتمهيد الطريق للمشاركة في المسابقة.

فريق هائل من المهندسين

لقد تنافس ثلاثون فريقًا في الجولة الأولى من مسابقة Défi Le Cisco. في الفريق المسمى Handisco، اتخذ فلوريان استيفيس وماتيو شوفالييه زمام المبادرة لتطوير التكنولوجيا. استغلت لوسي اتصالاتها لبناء علاقات شراكة مع مدينة نانسي وجمعية Valentin Haüy، وهي جمعية للمكفوفين. أما جوناثان دونارد فقد أدار الاتصالات مع Cisco، بينما تولى نيكولاز فرينزارين المسؤولية المالية وخطة العمل.

كانت فكرتهم الأساسية هي دمج تكنولوجيات الإنترنت لكل شيء في عكاز الكفيف ليساعده. وفقًا للوسي: "إن Handisco بداية مشروع الغرض منه مساعدة المكفوفين في التحرك الصحيح داخل المدن باستخدام عكاز يمتاز بسلامة وموثوقية أعلى."

يوضح فيليب ريمي ـ مهندس تصميم حلول Cisco شارك في المجموعة التي تبنت فكرة المشروع الجديد هذا في باريس وكان دوره إرشاد الفريق كموجه تكنولوجي ـ قائلاً: "إنهم مهندسون. فقد حمستهم فكرة ربط المدينة بعدد 5000 نقطة وصول. لقد وجهناهم نحو تعريف الاستثمار، والجداول الزمنية، وإلقاء نظرة على المنافسين المحتملين. فلن يخطر ببال أي شركة أخرى تطوير عكاز الرجل الكفيف، ليتمكن من معرفة طريقه بنفسه ويحل مشكلة حقيقية باستخدام البنية التحتية الحالية."

ابتكار اجتماعي حقيقي

إن عصا Handisco تستخدم لاقطات التقارب ذات الموجات فوق الصوتية مثل الموجودة في مصدات السيارات والتي ينبعث منها صوت عند رجوع السيارة للخلف. حيث تستشعر الموجات نطاقًا واسعًا من مساحة المنطقة المحيطة وتنقل المعلومات إلى المستخدم عبر الاهتزاز. وتأتي تقنية GPS لتوفر التوجيه المحلي، والذي يتم ترتيب الأولويات له حسب ظروف الوقت الحقيقي وحالة الشخص الكفيف نفسه.

يقول فيليب ريمي: "لقد رأيت 50 أو 60 فكرة مشروع، ولم أر منها مثل هذا. "هذا أفضل مثال رأيته عن تقنية إنترنت الأشياء. فهو عبارة عن جهاز عادي يصبح مفعلاً عندما يتصل بكافة البيانات والأجهزة الأخرى حوله بما يُحدث فرقًا كبيرًا لمستخدمه." وفي الجولة النهائية من مسابقة Défi Le Cisco، فاز مشروع Handisco بجائزة قيمتها 70000 يورو.

من طالب إلى بداية مشروع جديد

إذن قد تحول مشروع التعلم بالفصل إلى بداية مشروع جديد حقيقي. فالطلاب الخمسة هؤلاء الذين لا يكاد يعرف بعضهم بعضًا صاورا الآن شركاء عمل. واستغلوا الجائزة المالية التي حصلوا عليها من مسابقة Défi Le في تأسيس شركتهم Handisco وبدؤوا طرحها أمام المستثمرين. ولقد طور الفريق نموذجًا مستدامًا ونموذج أسعار للدخول به إلى السوق شأنهم شأن الكبار. وفي يونيو 2014، حازت المجموعة على جائزة Pepite Award، وهي جائزة قومية تقدمها وزارة التعليم الفرنسية للمبتكرين، وتم تكريمهم بلقاء الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند.

إن ريمي سيديلوت ـ وهو أحد مديري مبيعات Cisco والذي نصح هذه المجموعة بتطوير خطة عمل ـ يعتقد أن هذه المجموعة فازت بالمسابقة لأنهم حلوا مشكلة حقيقية بالتوصل إلى ابتكار جديد يستند إلى بنية أساسية قائمة بالفعل. يقول: "لقد كانوا دقيقين جدًا ومتناسقين بشأن ما يرغبون في تحقيقه. "وقد عزموا على معاونة المكفوفين ليستغنو عن طلب المساعدة من الناس والاستفادة من الخدمات التي تم إنشاؤها لأغراض أخرى."

إن الموجة التالية من الابتكار التكنولوجي ستأتي من اتصال الأشخاص والعمليات والبيانات والأشياء بشبكة الإنترنت: إنترنت الأشياء. أما طلاب اليوم، ففرص الابتكار والإمكانات ليس لها حدود لكنها ليست سهلة كذلك.