أفكار حول كيفية اكتساب الخبرة من خلال ممارسة مهاراتك التقنية


لقد مررنا جميعًا بهذه التجربة. حيث يمكنك العثور على إعلان للوظيفة المثالية. فتجد أن الشروط المذكورة رائعة، والعرض تنافسي، والتحديات مثيرة، والشركة أيضًا رائعة. وربما تجد أيضًا أن المواصفات المثالية المذكورة للمتقدم للوظيفة تنطبق عليك تمامًا.

ولكن بالاطلاع على بضع فقرات أخرى ستجد العقبة التي تقضي على الحلم: اشتراط الخبرة.

إنها واحدة من عوامل الإحباط الكبرى عند وضع قدمك على أولى درجات سلم الحياة المهنية. حيث ستجد العديد من الوظائف الخاصة بالمبتدئين تشترط وجود بعض الخبرة، بالرغم من أنها خاصة بمستوى المبتدئين: عام أو اثنان من التطبيق العملي للتدريب النظري في مكان العمل. وهي عبارة عن طريقة مختصرة لإثبات امتلاكك للمؤهلات اللازمة لبدء العمل أمام صاحب العمل المنتظر في حالة اجتياز مقابلة التقدم للوظيفة.

ولكن ما السبيل لاكتساب الخبرة اللازمة للحصول على أولى وظائفك؟ كيف تحصل على تلك الوظيفة الأولى لاكتساب الخبرة المطلوبة؟ يبدو الأمر وكأنه مستحيل التحقيق. ولكن يجب ألا يكون كذلك.

حيث توجد في الحقيقة العديد من الطرق التي يمكنك اتباعها لاكتساب الخبرة اللازمة لاجتياز المقابلة الأولى الهامة للغاية، وفيما يلي ثلاثة اقتراحات.

البرامج التدريبية

أحيانًا ما يُنظر للبرامج التدريبية بصورة سلبية: حيث قد لا يبدو العمل بمقابل زهيد أو دون مقابل مطلقًا خيارًا جذابًا. ولكن فلتفكر لحظة في مزايا هذا الأمر.

اهتم بأمر خيارات البرامج التدريبية المتاحة أمامك من خلال ترشيح قوائم بأفضل الشركات التي قد ترغب في العمل لديها. وبعد ذلك عليك إجراء بحث بسيط لتحديد تلك المؤسسات التي تكون مواصفاتها أقرب ما يكون لما تبحث عنه في مسارك المهني. ولماذا لا تتواصل مع بعض هذه الشركات؟ فلتتواصل مع قسم الموارد البشرية، لتخبرهم باهتمامك بتوسيع نطاق مهاراتك. أخبرهم بما يمكنك فعله، والأمر الأهم هو أن تفكر فيما يمكنك تقديمه لهم (وهو ما قد لا يستطيع تقديمه أي شخص غيرك). فما يدريك. لعل الأمر ينتهي بأن يتم تعيينك في نفس الشركة التي تعمل لديها إذا لبيت توقعاتهم.

اجعل البرامج التدريبية ميزة لصالحك بأن تكون استباقيًا بشأن خبرتك. وإذا حصلت على برنامج تدريبي في شركة كبيرة، فاحرص على تحقيق الاستفادة الكاملة منها للتعلم بأكبر قدر ممكن. تواصل مع موظفين آخرين وابدأ في بناء شبكة علاقات قوية. احرص على طرح الأسئلة، وإثراء معارفك وكفاءاتك المهنية. ولماذا لا تكتشف ما إذا كان لديهم برنامج توجيهي، وتستفيد بأكبر قدر ممكن من وقتك هناك.

التوجيه

تعمل العديد من الشركات على تنفيذ برامج توجيهية للموظفين والمتدربين الجدد. كما تقيم بعض الشركات حتى ورش عمل وأنشطة توجيهية لغير الموظفين والطلاب كجزء من أنشطتها لخدمة المجتمع. من خلال العثور على الموجه الجيد الذي يمكنه إطلاعك على أفضل الممارسات والرؤية العملية والمعرفة، فضلاً عن إسداء النصائح، يمكن إحداث الفارق بالنسبة لمهاراتك ورؤيتك المستقبلية.

فكل ما يتطلبه الأمر هو بحث ميداني بسيط بجانب الاستعداد للتواصل وطلب الفرصة المناسبة. كما أنك لن تخسر شيئًا بتواصلك مع إحدى الشركات التي تختارها والسؤال عما إذا كان لديهم استعداد لتقديم التوجيه. ما الذي يمكن أن تخسره بسؤالك: لا شيء. ولكن ما الذي ستستفيده: مسار سريع لاكتساب المعرفة، والأهم: الخبرة. يمكنك جدولة مقابلة معلوماتية كوسيلة لبدء المحادثة والتعلم قبل طلب التوجيه من أحد الأشخاص.

كما يمكنك أيضًا أخذ زمام المبادرة وتوجيه أحد الأشخاص المبتدئين بالنسبة لك. فقد لا تكون لديك خبرة في العمل داخل العالم المهني، ولكنك تستطيع تقديم الإرشاد بالنسبة للتعليم أو إحدى الرياضات أو ما إلى ذلك. وقد يعتبر أصحاب العمل هذه الخبرة، إذا نفذت الأمر بصورة صحيحة، كعلامة من علامات الطبيعة القيادية وروح المبادرة. وهما صفتان من الصفات المرغوبة والمثيرة للإعجاب بشدة.

العمل التطوعي

كم عدد المنظمات غير الربحية الموجودة بالقرب منك والتي تحتاج للمساعدة؟ أليس ممكنًا أن تحتاج هذه المنظمات إلى دعم فني أو شخص يتولى استكشاف المشكلات التي تنشأ وإصلاحها؟ وربما تكون بحاجة ماسة للمساعدة في إنشاء شبكة.

ألا تعرف إجابات الأسئلة السابقة؟ عليك بالتأكيد إجراء بحث والتوصل إليها.

يمثل العمل التطوعي طريقة رائعة لممارسة مهاراتك، واكتساب خبرة ذات قيمة حقيقية، فضلاً عن الحصول على فرصة للتعرف على مختلف القطاعات والمجالات. وسواء أكانت هذه الجهة التطوعية مدرسة، أو مستشفى، أو منظمة خيرية، أو مشروعًا ما، فستكون لديك فرصة للتعرف على مجال جديد. وكذلك اكتساب قدر كبير من الخبرة العملية التي يمكنك الاعتماد عليها مستقبلاً. حيث لن يقتصر الأمر على اكتساب خبرة قيّمة، ولكنك ستكتسب أيضًا الشعور بالرضا الناتج عن رد شيء ما.

عِش التجربة

يوجد العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها تكوين خبرتك، سواء من خلال برنامج تدريبي أو عملية توجيه أو مشروع تطوعي أو حتى المشاركة في إحدى المنافسات. كما يمكنك اكتساب الخبرة حتى من خلال تجربة أدائك كمطور تقني يجمع بين ريادة الأعمال ومهاراتك التقنية. كذلك يمكنك التواصل مع أكاديميتك المحلية للتعرف على أي فرص أو برامج متوفرة في منطقتك.

حيث لا يعتمد اكتساب الخبرة فقط على انتظار العثور على الوظيفة المناسبة. ولكنه يعتمد أيضًا على اقتناص المبادرة بالتعلم، وتجربة أشياء جديدة، وتطوير المهارات الحالية واكتساب مهارات جديدة. بحيث يمكنك إضافة قيمة ملموسة إلى سيرتك الذاتية. وتذكّر أن معظم أصحاب العمل يعتبرون روح المبادرة ميزة إضافية. استفد بأقصى درجة ممكنة من كل فرصة تنشأ أمامك.